:غنت إلى جوارهم وحازت على إعجابهم كبار الفنانين: سارة فرح تُجّسد الفن الحقيقي :

أعادتنا إلى زمن الطرب الأصيل ب (لسه فاكر).. سهرنا معها ملياً إلى أن (طال السهر).. أثبتت قوة إحساسها ف (قلبها دليلها).. أرسلنا إليها سلاماً قائلين: (مرحبتين مرحبتين)، فردت (تعالوا نخلي الحلم حقيقة).. استفسرنا إن كان (الحب قد رأى سكارى عندها)، فأجابت: (حرمت أحب)..
شهدنا معها ليالي (القمر والسهر) فهي (الورد الجميل)، و(الحب كله).. لم (نشحد منها الحب) لأنها لم (تخبي علينا) أن (حياتها ملك لنا)، و(أننا عمرها).. مثّلت (التحدي)، وكان صوتها (زي العسل).. أخذتنا تارةً (علضيعة) ل (نبيع كبوش التوت)، وسافرت بنا تارةً أخرى إلى عالم شهرزاد ال(عاشقة) في (ليل الصب)..
(فات من عمرنا) سنين وسنين لم نجد مثلها (أميرة) تزرع بصوتها (الحرية)، وتسعدنا بأجواء من (الدلع).. فتَحت آفاقنا، وسحَرت آذاننا.. قطَفت أجمل المشاعر من قلوب المحبين، وجمّعتهم وأزالت النوم من عيونهم حتى لم يعودوا يدركوا (ماالذي جرى)..
اليوم نقف على (أطلال) ذكراها في برايمات ستار أكاديمي وننتظر (ساعات وساعات) وتبقى (تقيلة خطوة الزمن) حتى نُطرَب من جديد على أنغام (يا مسهرني)، فتخطر على بالنا سارة فرح التي آمنت بأن (الوطن هو الحبيب)، وأن (الكلام ليس سهلاً)، وأن قلبها لم يذق قبلنا (فرحة) واحدة، وأنها ستعطينا في المستقبل وتعطي دون أن (تستبقي) لديها شيئاً.
ماذا غيّرت فينا (سارة فرح)؟
"لقد أصبحتُ أكثر اجتماعية وحباً للحياة".. "بتُ أكثر رومانسية وأكثر قوة دون خوف".. "كنتُ غارقاً في السياسية، واليوم صرتُ عاشقاً للجمال والطرب بعد أن توقفت صدفة على لقطة طربية لسارة فرح في قناة ال LBC أثناء تقليبي بين المحطات".. "هي بمثابة الرغوة اللذيذة فوق كوب كابتشينو، وحلاوتها كحلاوة طبق من الكنافة الغضة الممتلئة بالقطر، أما حضورها فهو كلحظة الغروب من فوق سفح جبلٍ غريب"
كانت هذه آراء بعض الأشخاص حول ما تغير بهم بعد متابعتهم لسارة فرح، طالبة ستار أكاديمي للموسم الثامن، صاحبة العشرين ربيعاً، والتي وصلت إلى المرحلة النهائية لتخرج بفارق التصويت عن منافسيها (نسمة محجوب من مصر)، و(أحمد عزت من مصر)، وذلك دون أن تحرز اللقب الفعلي، ولكنها حظيت بألقاب أخرى عديدة، فهي: (ياسمينة الشام)، و(كوكب الأكايدمية)، و(أم كلثوم القرن الواحد والعشرين)، و(ملكة الطرب)، و(قمر الأكادمية).
خرجت سارة كما أرادت ورسمت، إذ كسبت مئات الآلاف من المعجبين، فمنذ اليوم الأول لوجودها في الأكاديمية، ورغم ما تردد في وسائل الإعلام من أخبار سلبية تتعلق بها وتثير الجدل حولها، افتُتحت المجموعات لأجلها على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) للدفاع عنها ودعمها وتشجيعها، وتضاعفت أعداد الأشخاص المنضمين يوماً بعد يوم، وحملت تلك المجموعات أسماءاً عديدة، فهنا نطالع مجموعة (سارة ستار مهما صار)، وهناك نرى (الاستعداد السوري والعربي للتصويت لسارة فرح)، وفي مكان ثالث نلمح الاسم الذي لطالما عشقته (سارة فرح.. ياسمينة الشام)، ذلك الياسمين الذي تفضل سارة أكله عوضاً عن شمه، فهي بحسب إحدى معجباتها تتصف بالجمال والغرابة مثل كتاب (السر)، فإن أردت أن تفهم سارة فرح عليك أن تفهم كتاب السر الذي ما أن تقلب صفحاته إلا وتستشعر الجمال.. الحيوية..الطاقة.. الضحك.. الصحة.. الفرح.. والسعادة.. تقرأ كلماته وكأنك تقرأ شخصية سارة، التي أجمعت الأغلبية على اتصافها بالقوة والطيبة.. الحيوية والجاذبية.. الصراحة والحساسية، وأضافت تلك المعجبة بأنه يمكن تلخيص وصف سارة بكلمة واحدة هي: (الألماسة).
سارة فرح وكبار الفنانين والفنانات..
خلال فترة وجودها في ستار أكاديمي استحوذت سارة فرح على اهتمام كبير من أساتذتها الذين قدروا قيمة خامتها الصوتية الفريدة على الرغم من صغر سنها، وعملوا على إنعاشها وتطويرها بالتدريب، وفهموا موهبتها الفنية المميزة، فعملوا على صقلها بالتمرين والتجديد.
فمن جهة رأى المتابعون ذلك الاهتمام الذي منحه الأستاذ ناجي صراتي، المتخصص بالمسرح لسارة التي تطورت – بحسب رأيه – تطوراً ملحوظاً وبسرعة فاقت التوقعات، فمن رآها في الأسبوع الأول لا يصدق أنها نفسها التي خرجت وأبسط ما يقال عنها أنها (رائعة الحضور)، و(جميلة الطلة)، ومن جهة أخرى تنبه المشاهدون إلى الانسجام الواضح على كل الأساتذة مع أغاني سارة فرح الطربية، وتركيز مخرج البرنامج على ذلك الانسجام في كل مرة تغني بها سارة، فهي تنقلهم بصوتها وثقتها إلى عالم (السلطنة)الحقيقية ليجزموا بأهمية مثل هذه البرامج في اكتشاف المواهب الفنية.
غنت سارة فرح إلى جوار كل من الفنانة القديرة (وردة الجزائرية)، والفنانة (نجوى كرم)، والفنانة (سميرة سعيد)، والفنانة (رويدة عطية)، والفنان (ناصيف زيتون)، وأثبتت في كل أغنياتها المشتركة معهم أنها – ورغم حداثة وجودها في الوسط الفني – لا تقل عنهم من حيث قوة الصوت، وجمالية (الكاريزما).
وعلى صعيد آخر قال الفنان الكبير وديع الصافي عن صوتها بأنه لم يسمع مثله منذ أعوام عديدة، أما الفنان الكبير أسامة الرحباني وفي تصريح هام له بعد إعلان فوز نسمة بلقب ستار أكاديمي قال أن نسمة استحقت اللقب إلى مكان بعيد ولكن صوت سارة لا يعوض، و رأى أنه من أفضل الأصوات التي سمعها في حياته وأنه يطربه جداً و سيسعى ملياً إلى التعاون معها في المستقبل، إذ أنها تمتلك خامةً تعد الأقوى على الساحة الفنية، وخلال فترة وجيزة سيلمع اسمها بشكل كبير في كافة أنحاء الوطن العربي، أما الفنانة شذى حسون فرغم أنها رأت أن نسمة تستحق اللقب، ولكنها في الوقت ذاته رأت أن سارة تستحقه أيضاً فقد أدهشتها بغنائها، ومن جانب آخر أبدى الملحن سمير صفير استعداده للتعاون مع سارة فور خروجها من المسابقة، ولا ننسى شهادة الشاعرة سهام شعشاع التي شبهت صوت سارة بالذهب.
ثقافة..(اتيكيت).. وطنية.. وطرب..
بعد مضي عقود طويلة من الزمن على الفن الجميل برموزه الأجمل، كالعملاقة (أم كلثوم)، والجميلة (صباح) وغيرهما الكثير، وبعد سماع الجيل الحالي لأصوات متميزة عديدة غنت أغاني ذاك الزمن بحرفية عالية، أطلت علينا سارة فرح واضعةً بصمتها في تلك الأغاني بحرفية أعلى، ليجزم معظمهم أنها ستكون ظاهرة فنية في القرن الواحد والعشرين، وسيتربى على صوتها جيل بأكمله، وإلا فما تفسير إيصالها أغاني كوكب الشرق بطريقة استساغها كل الشباب الذين لم يتخيلوا يوماً أن يبتعدوا عن الموسيقى الحديثة وأغاني الإيقاع السريع؟ وما تفسير الأعداد الكبيرة من مشجعي سارة المتوزعين في كافة أرجاء الوطن العربي، وبعض أقطار العالم الغربي بخلاف بقية الطلاب على مدار المواسم الثمانية؟استطاعت فتاة العشرين عاماً، بطلة السباحة في سوريا لمدة ثلاثة أعوام، أن تغرس محبتها في قلوب الملايين بطبيعيتها، فلطالما تمنى المشاهد لتلفزيون الواقع أن يكون قريباً من فنانه بشخصيته الحقيقية، لا التمثيلية، لطالما تمنى أن يعرفه كما هو بسلبياته وإيجابياته فيحبه ككل متكامل، لا أن يُخدَع بقناعٍ يرتديه ويُصدَم بعد خلعه، وهذا ما حصل مع سارة فرح التي كسبت التعاطف والمحبة بصدقها وإخلاصها وطيبتها وصراحتها.
نجدها تبكي عند أقل موقف إنساني، وتطير فرحاً بأقل دعمٍ معنوي.. تضحك بطفولة لرسائل (الفيسبوك) وهدايا المعجبين.. وترقص بمرحٍ في لحظات الصفاء والسعادة، وتتسم بالخجل عند سلامها على أهالي رفاقها من الطلاب.. نراها غاضبةً لمواقف النفاق والكذب، وسريعة الانفعال في لحظات الاستفزاز والظلم، وعند الخوض في حديث جدي ضمن الحصص التعليمية أو خارجها فإن لسارة آراءاً ثابتة تنم عن ثقافة واسعة تلقى ثناء الأساتذة وإعجاب الزملاء تارةً وغيرتهم تارةً أخرى، وفي تفاصيل الحياة اليومية لاحظنا بسارة رقياً وذوقاً يكشف عن (بريستيج) متميز، وتطبيقٍ عالي المستوى لأصول (الاتيكيت).[
باختصار استحوذت سارة فرح طوال أربعة أشهر على الجزء الأكبر من أحاديث الإعلاميين نقداً ومدحاً في دلالة كبيرة على اختلافها لتثبت أن لا أحد يقول عن أغنيةٍ لها: لقد مللت.. هل من شيءٍ آخر؟ فنجحت بسرياليتها الخاصة في نقلنا مع ضربات صوتها المرح نحو فلسفة الراحة التي لطالما تمنيناها، فهي لم تأتِ لتخرج كما دخلت، بل أتت لترفع اسم بلدها عالياً، وخرجت لتكون رقماً صعباً يترقبه وينتظره بشغف ألوف وملايين.

يسلموووووووووووووووووو كتيررررررررررررررررر

الله يسلمك